نحو الذائبين

نحو الذائبين

الخميس، 26 أغسطس 2010

تجليات ليلة خميس


يوم الخميس . أعتقد مناسب لي و لكِ (هكذا بخفه حمل ممتلئ دافئ تحدث أبي) .
استفزتني الجمله أكثر من أن يلقي أثر الجمله الصادم علي أبنه تشاهد أبيها يضرب المواعيد , و خصوصاً أن الميعاد حدد يوم خميس!.
و أن يشدو بها هو وأنا لازلت بنفس الغرفه التي يتابع فيها مكالمته الهاتفيه. يالله.. كيف هذا الرجل ؟! , أ أنا ضئيله الحجم بهذه الصوره  بحيث لم يستطع نظره التحقق من وجودي بنفس الغرفه و أمامه ؟, أم ربما لا أُري أنا بالعين المجرده ليضرب مواعيداًً لم تكن الأولي وأنا واقفه كقفص صدري مغلق علي نفسه ؟! للحظات تصورت أنه غاب عن باله الطري الأن أنه رزق بطفلة أنثي لم يحرمها الله من هبه السمع,كامله ,غير صماء .
دائماً كانت تقضمني أجراس هاتفي وأنا خارج المنزل ,وكنت دائماً في أنتظار غير ودي و لا مرغوب فيه للأتصالات  الهاجسيه المتتابعه من أبي .حيث من سنوات أقل من أصابع يدً خاويه  عندما قرر أن يطلق لي مجال  أفسح في الحركه مع أحد من المذكورات دوماً في بيتنا  " صديقاتي "  الحقيقي منهم و الوهمي. أبداً ما رن هاتفي و لا يكون من أستقبل أصواته و نبراته الأتيه نحوي مثل حجارة  قذفت فجأه صوب عروقك  سوي أبي . فايصطدم سمعي بحنجرتة أبي حفظها الله وهي تقفز من جدارانها الرخوه , لتقضم جوف أُذُني بسؤال ما له إلا أن يتكرر , "هاااااااااا أين أنتي؟؟ " , و تبدأ رحلة الأسئله المشنوقه  من حنجرة أبي الهاربه من قفصها الطري.
حقاً لم أكن أعي يوماً أن أبي يستطيع أن يتحدث علي الهاتف و حنجرته مازلت ثابته في قصفها , ترتعش فقط لا تقفز, تبقي ساكنه , ودوده هكذا ؟! , أهو الخميس السبب و صاحبته ؟ , أم  ماذا ؟!. كيف يمكن في حزمة ساعات قليله أن يهاتفني لتقبض علي أنفاسي  موجات صوته الجامحه غضباً نحوي و مره أخري يتحدث بهاتفه  وتكون نبراته الخارجه أليفه بصوره مرعبه؟! , كيف هذا التحول المدهش؟! .
أهو "عفريت" , يقال علي الأرصفه عندما تتلبس العفاريت "الجان" بني أدم يتحول صوت صاحبها و كأنه صادر من شخص أخر . أتكون هذه حالة أبي؟ , أم أن أثناء نومه الليلي قامت الملائكه في الغسق من نورها لتقوم بجراحه سريعه لتوحيد طبقات أبي الصوتيه مع العامه .
سبحان مغير الذات و الحناجر .. أتري هو الخميس السحري هذا أم أن كل  توقعاتي السابقه أثرتها كلها علي حافة السذاجه نسجتها؟! .
ليس غريباً  أن أبات و رجائي أن يحدثني أبي هاتفياً ليلة الخميس .